المحطات مزورة التظاهرات بقلم طلال سلمان
تاريخ النشر 21 Oct 2019

Alhawadeth Archive

المحطات مزورة التظاهرات بقلم طلال سلمان

نشر على الطريق في 2019 أكتوبر 20

كشفت تظاهرات الغضب والاعتراض على السلطة، في جملة ما كشفت، خيانة بعض محطات التلفزة “المهنية” وشعارات التزام الموضوعية في تغطية الحدث والتحرر من مصالح مالكيها وولاءاتهم.

بعض المحطات أسقطت كل هتاف يمس الحكم برئاساته الثلاث، او بالوزراء والقادة المباركين والزعماء الخالدين.

وبين المحطات من حاولت الاشارة إلى هوية المتظاهرين الطائفية للطعن في وطنيتها وتمثيلها الجامع للبنانيين كافة… برغم أن موجة التظاهرات التي اجتاحت لبنان كله، بمدنه وقراه جميعاً حرصت على وحدتها الوطنية وتجاوز العصبيات الطائفية والمذهبية.

ويقول واحد من كبار علماء الاقتصاد: كيف لا يثور شعب تُغرقه دولته، ومعه أجياله الآتية، بمليارات الدولارات من الديون؟ إن من حقه أن يشعر انه كلما جاءه طفل بندم الخطيئة.. فهو – اضافة إلى عجزه عن تعليمه حتى التخرج من جامعة محترمة- فانه يحس انه انما يسترهن ابناءه الآتين للحكام الفاسدين والمرابين …واستطراداً لقوى الهيمنة الاجنبية، ومعها العدو الاسرائيلي.

أما العجوز الذي كان يسمع هذا التحليل فقد هز رأسه مراراً وتنهد بحسرة وهو يقول: السمكة تفسد من رأسها، يا سيدي.

العيب فوق، ونحن الضحايا. لقد افسدوا حياتنا.. اغرونا بأن الاستدانة (مؤقتة) وهدفها تسهيل الحياة.. وها نحن قد غرقنا ولس من منقذ!

 

 

الوطنية تُسقط الطوائفيات..

في 2019 أكتوبر 21

أخيراً، حدثت المعجزة: من دون سابق انذار، تخطى اللبنانيون الحواجز الشائكة المانعة للتلاقي في ما بينهم، واجتمعوا على رفض واقعهم المزري وكل المتسببين فيه..

فجأة تحرر اللبنانيون من طائفيتهم ومذهبيتهم وانتبهوا إلى ما يجمعهم من هموم مضنية ومن أثقال منهكة تنغص عليهم حياتهم وتحرمهم النوم وتجعلهم يهومون في صحارى قلقهم على مستقبل ابنائهم المهدد، جدياً بالضياع.

سئم اللبنانيون من اعداد اجيالهم الجديدة لبناء بلاد الآخرين. سئموا من حملهم بسياراتهم إلى المطار، ووداعهم بالقبلات والدموع ومعهم احلامهم بالغد الافضل في بلادهم التي سقوها وانبتوا زرعها وشجرها وبنوا بيوتهم لتثبيت ابناءهم فيها.

انتبهوا إلى أن السياسة تُفسد حياتهم. لم يعد كافياً أن يتندروا بالصفقات التي يعقدها “الكبار” فتأكل ابناءهم والمستقبل. باتوا يملون من استذكار الفضائح التي ترتكبها الطبقة الحاكمة والمتحكمة والمحصنة بالطائفية والمذهبية بحيث تستحيل المحاسبة، خصوصا إذا كان المنتقد او المعترض من طائفة أخرى.

كل من حولك فاسد. كل ما حولك فساد، وكلما علا الموقع (نيابة، وزارة، رئاسة مجلس وحكومة وصولاً إلى صاحب الفخامة!) تعاظمت القيود على الكلام، وتعاظمت هيبة الحصانة فيصير كشف الخطأ جريمة وفضح الخطايا كارثة وطنية، وادانة المرتكبين واللصوص وناهبي الثروة الوطنية خروج على الوحدة الوطنية..

نسي المواطن حقوقه وواجباته. تحول بضغط الحاجة إلى الوظيفة والخبز إلى مأجور يدين بالفضل لمن وظفه ولو برتبة حاجب وجعله يدوس على شهاداته ومستقبل اولاده لكي يوفر لهم الخبز وما تيسر من العلم.

أقفلوا المدرسة الرسمية، وخربوا الجامعة الوطنية، وأهملوا المستشفيات الحكومية فجعلوا المواطن عبداً “للزعيم” الذي لا بد سيحتاجه كل لحظة، لتعليم ابنائه وتطبيبهم.. وتأمين مستقبلهم في “الخارج”، لأنهم “طارئون” على الوطن، لا هم أهَله ولا هو بلادهم.

أخبار ذات صلة

المزيد من الأخبار

كل التعليقات ( 0 )

جميع الحقوق محفوظة © 2023 الحوادث
طورت بواسطة : Zahid Raju