الاحد 7 شباط / فبراير يوم مباراة (سوبر بول) 50 نهائي كرة القدم الأميركية

السوبر بول عيد غير رسمي لملايين الامريكيين

الحوادث لعرب امريكا -  : IIP Digitalستجري مباراة السوبر بول الخمسين في سانتا كلارا – كاليفورنيا على ملعب ليفيس Levi's Stadium ، يوم الاحد 7 فبراير 2016. , ويتقابل في المباراة فريقي دينفر برونكس وكارولينا بانثر. 

يعتبر ملايين الأميركيين يوم الأحد الأخير من شهر كانون الثاني/يناير أو الأحد الأول من شهر شباط/فبراير من كل سنة عيدًا غير رسمي أو عطلة خاصة. وتجتمع نصف العائلات الأميركية تقريبًا في مجموعات صغيرة أو كبيرة في ذلك اليوم أمام شاشات التلفزيون للمشاركة، وإن لم يكن بشكل مباشر، في متابعة هذا العرض التلفزيوني الذي تجاوز أصله كمجرد حدث رياضي.

ومن المعروف ان كرة القدم الأميركية لا علاقة لها باللعبة التي يعرفها معظم العالم باسم كرة القدم، والتي يسميها الأميركيون وآخرون غيرهم 'سَكَر' (soccer).

المباراة النهائية في كرة القدم الأميركية الكبرى (سوبر بول)، التي يتحدد فيها الفريق الفائز ببطولة كرة القدم، تشكل في معظمها تجربة مشتركة يختار فيها الأميركيون بأعداد متفاوتة قضاء هذا اليوم مع الأصدقاء. أضف إلى ذلك انتشار وسائل الترفية والتسلية المرتبطة بهذه المباراة حيث أصبح يوم أحد السوبر بول مناسبة حتى لأولئك الذين لا تستهويهم كرة القدم وليسوا من مشجعيها.

بدايات السوبر بول

بقيت ألعاب كرة القدم الأميركية طوال الجزء الأكبر من تاريخها محصورة في نطاق اتحاد واحد لفرق كرة القدم هو الاتحاد القومي لكرة القدم (NFL). وفي العام 1960، بدأ اتحاد منافس، هو الاتحاد الأميركي لكرة القدم (AFL)، ينافسه لاجتذاب اللاعبين الموهوبين. وعندما تداول الاتحادان فكرة الاندماج سوية، اتفقا على إجراء مباراة سنوية واحدة بين الفريقين الفائزين ببطولة كل منهما. ولما كانت معظم مباريات بطولة كرة القدم التي تجري بين الجامعات تعرف باسم 'بولز'، أو الأواني البيضاوية أو المستديرة، نظرًا لأن الملاعب التي كانت تجري فيها المباريات كانت مبنية على شكل إناء مستدير، أطلق أحد أصحاب فرق الاتحاد الأميركي لكرة القدم على اللعبة الجديدة اسم 'سوبر' بول، فأصبحت هذه التسمية اسمًا ثابتًا لهذه المباراة.

أُجريت أربع مباريات سوبر بول قبل أن يندمج الاتحادان في العام 1970 في اتحاد قومي واحد لكرة القدم، والذي أعيد تقسيمه لاحقًا إلى 'الاتحاد' الأميركي و'الاتحاد' القومي. وفي كل عام، يتبارى أبطال الاتحادين ضد بعضهم البعض في مباراة السوبر بول لتحديد بطل الاتحاد القومي لكرة القدم.

وفي حين أن معظم بطولات المباريات الأميركية تتقرر في مدن الفرق المتنافسة، فإن اختيار المدينة التي ستجري فيها مباراة السوبر بول- كما هو متبع في الألعاب الأولمبية وفي كأس العالم- يتم قبل ثلاثة أو خمسة أعوام من موعدها، مما يفسح المجال لنشاطات التسويق وفرص ترويج السلع التجارية الواسعة النطاق. ونظرًا لأن مباراة السوبر بول تُقام في فصل الشتاء، فإن ذلك يعطي أفضلية للمدن الدافئة كمدن نيو أورلينز وميامي ولوس أنجلس.

تولّد مباراة السوبر بول نشاطًا اقتصاديًا كبيرًا في المدينة التي تستضيفها. إذ يصل إليها الكثير من حاملي بطاقات حضور المباراة، وممثلي وسائل الإعلام وغيرهم قبل أسبوع من موعد المباراة، ويتجولون في المنطقة وينفقون المال بسخاء.

ويتعين على المدن التي تسعى إلى استضافة المباراة أن تقدم خططًا بيئية مفصلة لكيف تنوي جعل مباراة السوبر بول 'خضراء' إلى أكبر حد ممكن.

مناسبة اجتماعية

دأب الأميركيون على التجمع بأعداد متزايدة في حفلات السوبر بول الخاصة التي يستمتعون فيها بتناول الطعام والشراب ومشاهدة المباراة على التلفزيون مع أفراد العائلة والأصدقاء. وتقام المباراة دائمًا يوم الأحد عندما لا يكون الأميركيون عادة في أعمالهم. ونظرا لما تتمتع به هذه المناسبة من اهتمام وأهمية على الصعيد القومي، فقد ينخرط الأميركيون الذين ليسوا حتى من عِداد جمهور كرة القدم في تشجيع أحد الفريقين المتنافسين. وتعتبر مباريات السوبر بول من بين أكثر البرامج التي تجذب أكبر عدد من مشاهدي التلفزيون في التاريخ الأميركي. فقد جذبت مباراة السوبر بول الثامنة والأربعون التي جرت في العام 2014 جمهورًا من المشاهدين بلغ 111.5 مليون مشاهد.

وأحد العوامل الأساسية الأخرى لنجاح السوبر بول هي الأحداث الترفيهية المنظمة بعناية كبيرة المترافقة مع المباراة. يتخلل المباراة عرض موسيقي في 'منتصف الوقت' أي بين الشوطين، وغير ذلك من وسائل الترفيه التي يقدمها كبار نجوم الغناء على أرض الملعب خلال فترة استراحة منتصف الوقت. وفي العام 2015، ستقدم المغنية كاتي بيري عرضًا في نهاية الشوط الأول.

وبالنسبة للكثير من مشاهدي التلفزيون، لا تكون المباراة في حد ذاتها هي الحدث الأهم، إنما الإعلانات التجارية التي تتخللها. يتنافس المعلنون على عرض أكثر جهودهم إبداعًا وتقديم أحدث منتجاتهم. ونظرًا لضخامة أعداد المشاهدين، فإن المعلنين على استعداد لدفع مبالغ باهظة لعرض سلعهم خلال البث التلفزيوني لمباراة السوبر بول. ووفقا لمجلة تجارة الترفيه 'فارَيَتي' (Variety)، فإن إعلانا تصل مدته إلى 30 ثانية خلال مباراة هذا العام سيكلف مبلغا قياسيًا بقيمة 4.5 ملايين دولار.

وعلى الرغم من أن عشاق كرة القدم الأميركية سيختلفون حول ذلك، فإن يوم السوبر بول بالنسبة لملايين الأميركيين لا يتعلق بالفريق الذي يفوز أكثر مما يتعلق ببرامج الترفيه والتسلية المرافقة له. ويتمكن معظم الأميركيين، سواء أكانوا موجودين في الملعب أم مع أفراد عائلاتهم وأصدقائهم أمام شاشات التلفزيون، من إيجاد شيء يُشعرهم بالفرح في هذا العيد القومي غير الرسمي.

المصدر:    IIP Digital